صدمة كبيرة انتابت جميع متتبعي سلسلة "أعصاب
وأوتار وأفكار" للمخرج البارز محمد حازورلي، وخيبة تفجرت لدى كثير من
الذين توقعوا "متفائلين" عودة قوية لهذه السلسلة الكوميدية الغائبة عن
الشاشة منذ سنوات، والمهربة من العصر الذهبي للتلفزيون، حيث تأكد الجميع،
أن الرهان على العنوان، والحفاظ على معظم الوجوه التي شاركت في السلسة
الأولى، ليسا كافيين لمواجهة جمهور مختلف بكثير عن "أيام زمان". هل
أخطأ حازورلي حينما خاطب الجمهور الجديد بالأفكار القديمة؟! أم أن ظنه خاب
لاعتقاده في الوهلة الأولى أن العودة بنفس نغمة الجينيريك والأبطال، ستكون
كافية لإثبات النجاح، وللقول أن أصحاب القرار في شارع الشهداء أخطأوا حين
حجبوا السلسلة عن جمهورها؟!
السخط
الجماهيري، ونقد المتتبعين لضعف السلسلة، النابعين أساسا من حالة التكرار
في التمثيل، وعبث المواضيع المختارة، يجعلان الجميع يفكرون بالمثل الشعبي
القائل "زمان أول ما يتحول"، ذلك أن الزمان الأول، تحول فعلا، واختلف
المشاهدون، وسئموا من الطريقة الضعيفة التي يخاطب بها حازورلي وجماعته،
عقولهم، وخصوصا في حلقة المكيف الهوائي، وأيضا حلقة أول أمس عن الجار
المتورط زورا وبهتانا في قتل طفلة بسيارته أو سرقة بنك... وغيرها من
المواضيع التي أكل الدهر عليها وشرب، ويا ليت الضعف اقتصر على اختيار
الأفكار، بل امتد إلى درجة الإسفاف في التمثيل، وتكرار افيهات لم تعد تضحك
أحدا، كتلك التي يقوم بها الفنان عنتر هلال الذي خانته عبقريته المسرحية
على التلفزيون، كما ظهرت نوال زعتر في أسوإ حالاتها، وكانت الممثلة
تنهينان بمثابة الغريبة عن الدار، دون الحديث عن بقية الممثلين القدامى
والجدد، الذين عادوا للقضاء على ذكريات زمان الجميلة بخصوصهم.
إن بث التلفزيون للسلسة في البرايم تايم منذ
أسبوع، ومباشرة بعد الكاميرا الخفية "آش أداني" لا علاقة له، بقوة ما
تضمنته، وإنما بضعف الأعمال الأخرى، وفي مقدمتها "دار المكي"، علما أن هذه
الأخيرة تبدو أرحم بكثير من أعصاب وأوتار التي تستحق فعلا، جائزة العمل
الأسوأ في رمضان هذا الموسم، بعد بث حوالي 7 حلقات منها.
2021-04-03, 00:37
