اجتناب إيذاء المسلمين

قال
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''المسلم مَن سَلِم المسلمون من لسانه
ويده''.. فلو علِمْتَ وتأملت هذا الحديث وحفظته وجعلته نصب عينيك وملء
فؤادك، لكفاك، ولو وقفت عند معناه وقاك، وحزت في تطبيقه وصايا جامعة من
خير البشر وتلحقك بركب السادة الغرر محمّد صلّى الله عليه وسلّم وصحبه.
ومَن كان هذا الحديث له منهجًا ونورًا فاز بالجنّة ومن النّار نجا؛ إذ لا
يمكن أن يخون أو يسرق أو يقتل أو يحقد أو يغتاب بل هو مع المسلمين يعاملهم
كنفسه يُحِبُّ لهم ما يُحِبُّ لها ''لا يؤمن أحدكم حتّى يُحبّ لأخيه ما
يُحبّ لنفسه''، ''والله لا يؤمن مَن لا يأمَن جاره بوائقه''. ومَن وضع
أمام عينيه أن المسلم كلّه حرام دمه وماله وعرضه لا يحقر أخاه ولا يسلمه
ولا يخذله ولا يهضمه. فإذا ذُكِر عنده أخوه المسلم قال خيرًا أو صمت، يكرم
ضيفه، ويؤدم جاره، يتّقي الله حيثما كان ويتبع السيّئة الحسنة ويُخالق
النّاس بخلق حسن مدرك تمام الإدراك أن الحياء شعبة من الإيمان. وسلامة
المسلمين من لسانك ويدك يوجب عليك العمل بقول ربّك {إِنَّ اللَّهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}، وفي قوله
{خُذْ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الجاهِلِينَ}،
وبقوله {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}، وبقوله {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ
لِلْمُؤْمِنِينَ}، وبقوله {إِنَّمَا المؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} وغير ذلك من
آيات الكتاب الحكيم.