أعلن اعتزاله لـ "البودكاست" وقال إنه لن يرضى بمستوى أقل من فيديو "مانسوطيش"
ديزاد جوكر: لهذا السبب لم أشارك في"عاشور العاشر2".. ولا أحد ينافسني على الساحة!
بدأت بكاميرا صغيرة "سلفتها على صاحبي" وفخور جدا ببدايتي المتواضعة
أنحدر من حي "رونفالي" الشعبي الذي أنجب الزاهي ووالدتي هي كل حياتي
على الرغم من عزوفه عن إجراء المقابلات الصحفية، إلا أنه قرر أن تكون مجلة "الشروق العربي" هي الاستثناء.. هكذا، سمح لنا شمسو "ديزاد جوكر" باختراق عالمه الخاص، في حوار قرر أن يعلن فيه، ولأول مرة، توقفه عن تقديم "البودكاست"!! ويحكي عن جديده ما بعد فيديو "مانسوطيش" والكاميرا الخفية "الواعرة"، وكيف بدأ من الصفر بكاميرا استلفها، ليصبح بعد 6 سنوات من أهم "اليوتيوبرز" في الجزائر.
** بعد نجاح فيديو "ما نسوطيش"، تابعك الجمهور في عمل مختلف قريب من الفكاهة، هو الكاميرا الخفية "الواعرة"، حدثنا عن هذا التحوّل؟
- أولا: قبل فيديو "مانسوطيش"، ومن بعده، شمس الدين العمراني، في الأصل هوممثل فكاهي، بدأ مسيرته قبل نحو 6 سنوات، من خلال "البودكاست" (الفيديوهات القصيرة التي تعرض على "يوتوب"). ثانيا: فيديو "ما نسوطيش"جاء في فترة كنا فيها في حاجة إلى تقديم حاجة "سيريو" (جدية)، تطلبتها الفترة التي طرح فيها العمل (الانتخابات التشريعية)، حيث حمل العمل أكثر من رسالة. وهذا يعني أن الفكاهة ليست بالغريبة عني، بل هي من صميم عملي.
** لكن البعض كانت له بعض المآخذ على هذه الكاميرا؟
- نعم، لكن ذلك كان قبل بث الحلقة العشرين، التي كشفنا فيها فكرة وطبيعة البرنامج، حيث تركنا الجهور في أول أسبوع من رمضان يكتشف العمل، وفي الأسبوع الموالي، تعمّدنا ترك بعض الأخطاء في المونتاج لتحضير المتفرج للحلقة العشرين، التي اكتشف بعدها أنه ليس بصدد كاميرا خفية، بل أمام عمل توعوي وترفيهي بامتياز.
** بلغت الكاميرات الخفية هذا العام حدا كبيرا من العنف والانتقادات في آن واحد، بصراحة شديدة، ألم تخش على "صورتك" وأنت خارج لتوّك من عمل أخذ صيتا كبيرا بين الجزائريين على موقع الفيديوهات "يوتوب"؟
- كل هذه الحسابات لم تكن تدور قط في رأسي. ربما ذلك يرجع إلى أن "الواعرة"، كفكرة وتصميم، تقوم على نبذ جميع الكاميرات الخفية، التي تقوم على العنف والترويع وإهانة كرامة الفنان. وذلك من خلال وضع المشاهد في إطار ما يشعر به "الضيف"، عندما يكتشف أنه كان ضحية كاميرا خفية لا تقوم على التسلية والترفيه، بل على التنكيل به وإهانة كرامته.
** ولماذا لم تقدموا الفكرة بشكل مباشر؟
- تقديم المقلب بشكل توعوي مباشر، كان سيجعل الجمهور يشعر وكأننا نتذاكى عليه !! من هنا، آثرنا أن نجعل المتفرج يعيش داخل جو الكاميرا الخفية بطريقة فنية سلسة. ومن هنا نمرر الرسالة المطلوبة، قبل أن نعود في الحلقة العشرين، ونعرض جميع الكواليس ولقاءات الضيوف. علما أن مطلبي الوحيد، قبل أن أوافق على دخول هذه التجربة، كان أن تصوّر الكاميرا الخفية في أكثر من ديكور، حتى لا يمل المشاهد. شخصيا، أنا ضد أن تكون الكاميرا الخفية فكرة واحدة تتكرر 30 يوما. وهي للتذكير فكرة سباقة لم يقدمها أحد من قبلنا، حيث صورنا في 12 ديكورا.
** من وجهة نظرك، أي حلقة كانت الأقوى في "الواعرة"؟
- من دون شك، حلقة مراد خان، لأن جرعة الدراما بها كانت عالية جدا، إلى درجة أن بعض المشاهدين وجدوا أنفسهم متعاطفين مرتين.. مرة معي بعد اصطدامي بسيارة كانت مارة، ومرة مع دموع "خان"، الذي أحييه بالمناسبة، لأنه من أهم وأبرز النجوم الذين قدموا الكاميرا الخفية.. وأعتبره شخصيا ملكها من دون منازع.
هذا ما يعنيه "ديزاد جوكر"
** كنت من ضمن ورشة كُتاب سيناريو "عاشور العاشر 1"، إلا أنك غبت عن كتابة جزئه الثاني. لماذا؟.. وهل للأمر علاقة بالأجر، كما تردد؟
- لم أتفق مع المخرج جعفر قاسم على الجدول الزمني للوقت، هذا كل ما في الأمر، وليس لشيء آخر. فقد بدأ قاسم وفريقه في الكتابة في وقت كنت منشغلا فيه بأعمال أخرى. وكما تعلم، "عاشور" ككتابة، يحتاج إلى تفرغ ووقت كبيرين.
** عاب البعض على الحلقات الأولى من "عاشور العاشر2" لجرعة الدراما الكبيرة فيها. أنت كمشاهد، كيف وجدت الجزء الثاني؟
- صدقني، لم أشاهد حلقة واحدة كاملة لأحكم عليه.. شاهدت مقاطع منه فقط، رغم أن الكثير ممن كانوا يعتقدون أنني شاركت في كتابته، وجهوا إلي هذه الملاحظة. لكن، في الأخير، هذا الأمر لا ينقص من شأن العمل الذي كان الأكثر مشاهدة في رمضان.
** "ديزاد جوكر".. ماذا يعني هذا الاسم؟
- "ديزاد" يعني الجزائر.. أما "جوكر"، بالإنجليزية، فهو يعني الشخص الفكاهي، صاحب "نكتة".
** لو تعرفنا بـ "شمسو" في بضع كلمات، ماذا تقول؟
- شمس الدين العمراني، 27 سنة، من مواليد حي "رونفالي" الشعبي بباب الوادي، الحي الذي وُلد فيه الشيخ أعمر الزاهي.. تقني سام في الإعلام الآلي، لديّ أخ واحد. أما الأب، فهو متوفى، وأمي- أطال الله في عمرها- هي كل حياتي.
** متى دخلت مجال "البودكاست"؟
- بدأته قبل 6 سنوات، تحديدا نهاية سنة 2011م، بدأت بكاميرا صغيرة ذات 4 "ميغابيكسل".. استلفتها من صاحبي... (يضحك)، وأنا فخور بهذه البداية المتواضعة.
** ما هو أول موضوع تطرقت إليه؟
- كان موضوعا حول "الفايس بوك". وعلى فكرة، لم يكن "فيديو" بل "أوديو"، أي صوت فقط، "توكلت على ربي وبدأت من بعدها"، حيث قدمت عديد الفيديوهات، منها فيديو حول عيد الفطر.. وشيئا فشيئا طورت من نفسي إلى أن اجتزت مسابقة بعنوان "بروديج"، وأخذت فيها المركز الأول كأحسن بودكاست. بعدها، قدمت حصة "حكايتك حكاية"، التي بُثت على التلفزيون الجزائري لمدة 3 مواسم. وبفضل هذه الحصة، زرت 36 ولاية، وتعرفت على الجزائر العميقة، وكبرت بفضلها بعدة سنوات.
جديدي سلسلة فكاهية
** إلى جانب التمثيل والبودكاست، نعلم أن لديك ميولات في الكتابة أيضا؟
- نعم، وقبل "عاشور العاشر1"، اشتركت في كتابة سيتكوم بعنوان "ناس البهجة"، من بطولة بيونة وإخراج جعفر قاسم. مع العلم أن موهبة الكتابة طوّرتها بالاطلاع على الإنترنت والكتب والبحث المتواصل.. كما أني لم أدرس التمثيل دراسة أكاديمية.
** بصراحة، من تراه أفضل بودكاستر حاليا في الجزائر؟
- كلهم جيدون، خاصة الشباب الصاعد منهم. بالنسبة إلي، البودكاست، قررت أن أتوقف عن تقديمه نهائيا. وحتى يفهمني الجمهور أكثر، أنا أقصد هنا بالبودكاست، الفيديوهات القصيرة، التي تصوّر داخل الغرفة، بينما سأستمر في تقديم الفيديوهات على "اليوتوب" بتقنية لا تقل مستوى عن فيديو "مانسوطيش" من حيث الصوت والصورة وطبعا الكتابة.
** من ينافسك اليوم على الساحة؟
- شمسو ديزاد جوكر ينافس نفسه !!.. أنا في حالة تحدٍّ مستمر مع ذاتي.. أجتهد وأقدم الأفضل.. والجمهور في الأخير، هو الحكم. أما مسألة المقارنة، فأنا لا أحبذها، لأنها تأخذ من وقتي وتشتت أفكاري وطاقتي.
**ما جديدك بعد "مانسوطيش" وكاميرا "الواعرة"؟
- هناك الكثير من المفاجآت والمشاريع، أقربها سلسلة فكاهية، سنصورها قريبا، لتعرض مع الدخول المدرسي القادم. فقد آن الأوان أن نقدم أعمالا خارج رمضان، حتى لا نتحول إلى "زلابية" و"قلب اللوز"... (يضحك).
** كلمة أخيرة؟
- أشكر كل من ساندني وراسلني وقال كلمة حفزتني بعد فيديو "مانسوطيش".. حواري معكم كان فرصة لأتحدث إلى محبي شمسو ديزاد جوكر.. إن شاء الله لن أخيبكم، وللشباب أقول: "خاوتي.. واحد ما يهبطلكم المورال.. اتكلوا على ربي وعلى رواحكم.. حينها سيكون النجاح حليفكم".
2021-04-03, 00:37
