شاطر
 

 الحلقة الرابعة من مسلسل بقرة اليتامى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عكس السير
عضو نشيط
عضو نشيط
عكس السير

فلسطين
google chrome
انثى
عدد المساهمات : 55
تاريخ التسجيل : 26/11/2012
العمر : 37

الحلقة الرابعة من مسلسل بقرة اليتامى Empty
مُساهمةموضوع: الحلقة الرابعة من مسلسل بقرة اليتامى   الحلقة الرابعة من مسلسل بقرة اليتامى Empty2012-11-28, 11:24

يشتدالزمن على الطفلين بمرارته المتوالية مع الأيام، لقد حزنا حزناً عميقاً لغياب بقرتهما، وها هو الجوع يضنيهما وزوجة أبيهما ترفض الاستجابة لتوسلاتهما المنبعثة من معدتيهما الخاويتين،، شحب لون وجهيهما وهزل جسماهما حتى صارا لا يُعرفان عندالناس...‏
في يوم من الأيام اشتد شوقهما لرؤية أمهما، فذهبا خفية إلى مقبرة القرية يزوران قبرحبيبتهما ويشكوان لها حالهما،، وصلا إلى القبر جائعين يلهثان من العطش فوجدا عليه ضرع البقرة يفيض حليباً دافئاً، كان ينتظرهما كالعادة وبالقرب منه نخلتين باسقتين كثيرتا العراجين التمرية، تأتي أكلها كلَّ حين.‏
احتضنا قبر أمهما فرحين مسرورين بلقائها وكأنهما يسمعان صوتها ينبعث من تحت التراب ثم بكيا حتى تبلل تراب قبرها حينما تذكرا حضنها الدافئ الحنون.‏
شرب االحليب وأكلا التمر حتى شبعا وارتويا ثم تحولا بنظراتهما يتطلعان إلى السماء وإلى النخلتين في صورتهما الشبيهتين بقرني البقرة، وبقي الطفلان اليتيمان طوال النهاريناجيان أمهما في مظهر إنساني لا مثيل له.‏
قدم الطفلان إلى المكان مرة ثانية وثالثة، يرتادانه وقت الحاجة حتى عادت النضرة إلى وجهيهما والسحر إلى محييهما والعافية لجسميهما فعاود زوجة أبيهما الحسد والضغينة،وطلبت من ابنتها (عسلوجة) إعادة الكرة مرّة ثانية، قبلت (عسلوجة) المهمة بغبطةوكأنها خلقت لفعل التجسس.‏
رافقت عسلوجة شقيقيها المغضوب عليهما إلى حيث يسيران، كانا يتعمدان التمويه في سيرهما بين المزارع والحقول يريدان التخلص من أسئلتها التحقيقية لكنها كانت مصممة على بغيتها. ويمر النهار عسيراً على الطفلين رغم اللعب والمرح بعض الأحيان، ينتظران عودة (عسلوجة) إلى البيت وقد أخذ منهما العياء والجوع،،، طلباً منها الرجوع فلم تقتنع حذراها من مهالك الطريق الذي يسلكانه فلم تأبه لكلامهما... حاولا العودة إلى البيت لكن الشوق والجوع والظمأ أرغموهما على الاتجاه نحو المقبرة...‏
كان الوقت أصيلاً وخلاله قهرهما الجوع فلم يستطيعا صبراً وتوجها نحو الضرع والنخل تينيهزان جذعيهما فيتساقط الحب رطباً شهياً. وانكشف السر.... تقدمت (عسلوجة) من الضرع المدرار وتجرعت خلسة قليلاً من الحليب وأبقت جرعة في فمها، كما وضعت تحت شفتهاالسفلى شق تمرة ثم عادت نحو البيت مسرعة لتجد أمها في انتظار التقرير الكامل المفصل عن المهمة الموكلة لها.‏
باتت زوجة الأب تفكر في الأمر أرهقها التفكير ولم تجد للموضوع حيلة ومع الصباح المشرق في ربوع القرية سمعت منادياً ينادي لبيع ما لديه من كسوة وعقاقير،، إنه الدلاّل... هاقد جاء في موعده... هرعت إلى بوابة الكوخ تسأله: ما في حوزتك لقطع النخلة؟ أجاب والعرق يتصبب من جبينه:‏
-القطران في عروق النخل، يقتل الجذور فتصبح سواكا وبخوراً.‏
أطربها جواب الدلاّل فاشترت منه ما يكفيها للفتك بالنخلتين، واتجهت صوب المقبرة لاهثة، تحمل القطران في يدها والمكر في قلبها، وما إن وصلت إلى النخلتين حتى بحثت عن جذورهما ودست فيهما القطران، ثم أخذت ضرع البقرة ورمته خارجالمقبرة للكلاب التي التهمته في الحين.‏
بعدعودتها إلى البيت مكثت صامتة صمت المذنبين، لا يرى الرائي في عينيها الغائرتين غيرعلامات المكر والدهاء، أقبل الشيخ من عمله متعباً وقد ضعف بصره وابيض شعره، واحدود بظهره، وقبل أن يستريح وقفت في وجهه صارخة تتصنع الغضب:‏
-هياأبعدهما عني، إني كرهتهما؟‏
يتساءل العجوز في حيرة: -من تقصدين؟‏
قالت: -هما، اللذان تسببا في تعوير عين ابنتي عسلوجة.‏
مع الصباح الباكر يجهز الشيخ ابنه ظريف وابنته مرجانة للرحيل،،، قصدوا الغابة ترافقهم الدموع، وفي نهاية الدرب الزراعي الملتوي قرب سفح الجبل ودّعهما الشيخ بشهقات حزينةوهو يضع في أيديهما قطعاً من الخبز وكيساً مملوء بألبستهم وفراشهم... وعاد إلى البيت كئيباً،، عاد وحده يبكي حرقة الوداع الأبدي..‏ Neutral
غدا لنا لقاء لا تفوتو الحلقة القادمة دمتم سالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحلقة الرابعة من مسلسل بقرة اليتامى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحلقة الثالثة من حكاية بقرة اليتامى
» الحلقة ما قبل الاخيرة من حكاية بقرة اليتامى
» الحلقة الاخيرة من حكاية بقرة اليتامى
» متابعة الحلقة الخامسة من حكاية بقرة اليتامى
» حكاية بقرة اليتامى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أمل تلمسان :: منتديات الترفيه :: منتدى الشعر و القصص-
انتقل الى: